المقالات

هنا الشارقة

صندوق جديد 

سعدت كثيرا بتصدي المجلس الوطني الاتحادي لهموم رياضة الامارات في جلسته التي عقدت مؤخراً لبحث سياسة الهيئة العامة للرياضة،ليس فقط لأن الموضوع مهم وحيوي،وانما لأنه أصبح مؤرقاً جداً بما يستدعيه من شكوى وأسى وما يسببه من ألم وحسرة،وتمنيت في الحال أن تكون الجلسة بما تمخضت عنه من توصيات بداية حقيقية لتغيير مايلزم تغييره وتعديل مايلزم تعديله في واقعنا الرياضي، الذي لا يتناسب مردوده أبداً مع إمكانات الدولة ولا يواكب طموحاتها وتطلعاتها مطلقاًأربعة عقود من الزمان ونيف، أمضيتها حتى الأن مع الرياضة في مختلف ملاعبها وميادين عملها، من لاعب إلى إداري إلى مسؤول،ومطالعة المحصلة الآن تجعلني أقول بملء الفم أن مشكلتنا كانت ومازالت في تحديد هويتنا وما نريده فعلا من الرياضة ! صحيح أن الوسيلة والغاية منها تندمجان معا في رسالتها رغما عن الجميع، لكن هذا لا يعني أن نظل ضائعين إلى هذا الحد في بحث وسائل النهوض بها،والذي لاحظته وخبرته جيداً عبر تلك الرحلة أننا ندور في حلقة مفرغة ننتهي فيها من حيث بدأنا ،وبالله عليكم، كيف نترقب طفرة بمخرجات جديدة ونحن نعيد ونكرر نفس المدخلات !؟ 

مع كامل التقدير للجهد المبذول في بحث المحاور الأربعة التي تم التطرق لها في الجلسة،فالذي أراه أنها تطرقت لكل معوقات العمل،لكنها لم تنفذ إلى الأسباب ولم تقترح حلولاً مبتكرة لها"من خارج الصندوق" كما يقال، ولو دققنا في كل توصية سنجد لها شبيها فيما أطلقناه من استراتيجيات وما انتجناه من قوانين وتشريعات،ما يعني أن المعضلة كانت ومازالت فينا وفي قدرتنا الفعلية على تنفيذ "مضمون وجوهر" تلك التوصيات،ولا أعتقد أني بحاجة لضرب أمثلة ،لأن واقعنا يشي بكل شيئ ،ولعل العضو أحمد عبد الله الشحي لخص كل مانعانيه في كلمته التي استهلها بقوله ان "رياضتنا تحتضر"

 في وقت ما، في سبيل انقاذ مايمكن انقاذه اقترحت انشاء هيئة وطنية مستقلة تتولى الإشراف على المنتخبات برعاية من مجلس الوزراء ،حتى لا تذهب الجهود والنفقات المبذولة سدى،لكن مع المعطيات والمستجدات التي استفحل معها الوضع، أعتقد أن ملف الرياضة بأكمله بحاجة إلى إعادة نظر من الحكومة،ليشمل التغيير الشكل والمضمون معا، فكل الأفكار التي بداخل وخارج  "الصندوق الحالي " للرياضة استهلكناها دون جدوى، وربما آن الأوان لأفكار راديكالية خلاقة و.." صندوق جديد "

هنا الشارقة

الطموح بلا سقف 

 بمناسبة حلول شهر رمضان المبارك بعد أيام ،أهنئكم جميعا بالشهر الفضيل،وأدعو الله أن يعيده علينا بالخير واليمن والبركات، وان تحقق رياضة الامارات كل ماتصبو اليه من طموحات،وتواصل مسيرة تطورها ونهضتها في ظل قيادتها الرشيدة برئاسة سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان "حفظه الله"، واخوانه أصحاب السمو حكام الامارات .. وتهنئة خاصة لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة "رعاه الله "وحرمه، وولي العهد ونائبيه  .."أمين".

 بحمد الله وتوفيقه،وبإخلاص وتفاني المنظومة الذهبية لكرة اليد في الشارقة،أضاف الفريق المتربع على عرش اللعبة بالإمارات برونزية جديدة إلى تاجه المرصع بالنجوم المحلية والخليجية والآسيوية،والحمد الله على الإنجازات والبطولات التي تحققها فرق أندية الإمارة في مختلف الألعاب من عام إلى عام ،وان شاء الله بتضافر الجهود وبتعاون كل أعضاء المنظومة الرياضية في الشارقة مع المجلس الرياضي سيتواصل العطاء لتحقيق المزيد من الإنجازات،لنرد بعض الدين لسيدي صاحب السمو حاكم الشارقة،على أياديه البيضاء ودعمه الذي لا حدود له،على الرياضيين وغير الرياضيين في الإمارة الباسمة .   

كالعادة تابعت بشغف مسيرة الفريق الذهبي في البطولة الخليجية لأبطال الكؤوس بالبحرين،حتى انتزع الفوز في المباراة الختامية التي جمعته بالعربي القطري،لاسيما وأنه ارتقى ببرونزيته إلى منصة التتويج التي كانت عزيزة عليه في مشاركاته الست السابقة،وسعدت كثيراً بثناء الجماهير والمراقبين على أداء الفريق،وبالجوائز الفردية التي حققها مصباح الصانعي وأحمد عبد الله ،وأخذ المركز الثالث اعتباره في خاطري بعد أن استدركت أن الجهاز الفني للفريق تم استبداله قبل اسبوعين فقط من انطلاق البطولة بتولي السعيدي التونسي محل الجزائري سفيان،وأن البطل الكويتي والوصيف البحريني هما بطل ووصيف بطولة آسيا في نسختها الماضية،مايعني ان البطولة الخليجية كانت تكراراً للبطولة القارية الكبيرة ،وأن الشارقة صنع لنفسه مكاناً ومكانة جديدة بين أبطال آسيا.    

 لكن، ودائما هناك "لكن ، .."هل هذا هو سقف الطموح" ؟

الإجابة الحاضرة بكل ثقة هي "لا"،خصوصاً إذا كانت المرجعية مرتبطة بفريق يتمتع بإرث كبير من البطولات والألقاب، كما هو الحال مع الشارقة،والثقافة الجديدة التي أحاول أن أزرعها مع اخواني بالمجلس الرياضي بالنسبة لكل أندية الإمارة، في اليد وسواها من الألعاب، أن الطموح الحقيقي ليس له سقف ، وقدر البطل أن يظل جائعا متعطشا للألقاب فيطمح للافضل والأعلى إلى مالانهاية . 

هنا الشارقة

القائد الإنسان 

 تزاحمت الأفكار والمعاني الجميلة في رأسي عند استقبال يوم الحادي عشر من مارس ،يوم ميلاد سيدي صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس الدولة "حفظه الله "،ولم أدر من أين أبدأ فمبادرات ومشروعات سموه داخل الدولة وخارجها، يتحدث بها المواطن والمقيم ويتغنى بها القاصي والداني في مشارق الأرض ومغاربها،.. كماتسابقت السجايا والخصال الطيبة في خاطري كي تعبر عما أحس به من مشاعر تفيض بالحب والتقدير والوفاء ،ووجدت بعد تفكير عميق أن أكثر ما يميز سيدي القائد هو فطرته الإنسانية السمحاء،تلك الفطرة التي تحضر لتطبع بصمتها على كل فعل وعمل يقوم به،ولعل اشراف سموه بنفسه مؤخراًعلى تجهيز مساعدات الإغاثة للمتضررين من الزلزال في سوريا وتركيا خير دليل وخير مثال .  

 ربما يكون انتمائي للرياضة والرياضيين داعيا للحديث بالأساس عن دعمه ومنجزاته في هذا المجال، لكني أدركت في الحال أن الرياضة ليست إلا رافداً واحداً من روافد عطاءات سموه التي تشمل أبناء الإمارات في كل مجالات العمل والبناء،ومع ذلك، فمهما استرسلت في ذكر اسهامات وبصمات سموه في هذا المجال الضيق لن أحصيها،فهناك طفرات متلاحقة حققتها إمارة أبوظبي من خلال استضافتها للعديد من البطولات الدولية والعالمية في مختلف الألعاب ،..وهناك مواقف لانهاية لها في دعم الأسوياء والمعاقين على حد سواء،والصور والمشاهد تمتد من مقاعد المتفرجين في المدرجات إلى منصات التتويج والتكريم في أرفع المناسبات والمقامات،..وهناك مبادرات عديدة جعلت من الرياضة رسالة انسانية نبيلة لشعوب العالم ،وماراثون زايد الخيري واحداً منها ليس إلا ،..وهناك مشروعات فذة تشهد لسموه بالرؤية البعيدة في اجتياز الرياضة لحدودها المحلية و"الجوجيتسو" وماشهدته من انجازات قارية وعالمية تشهد بذلك ،وأخيراً وليس آخراً لا أنسى شخصياً دوره في تشييد القلعة العيناوية بانجازاتها المحلية والقارية ، .. وإذا أوجزت من باب الاختصار، ستحضر البلاغة لتسجل لسموه بواقعية ،أنه نهل من نبع زايد فتحلى بخصاله وصفاته،  فكان حقاً "خير خلف لخير سلف" .

             
لقد تبوأت الإمارات بفضل رؤى وتوجيهات سموه، مكانها ومكانتها في مختلف مؤشرات التنافسية العالمية، وأصبحت "قبلة العالم" بما تجسده على أرضها من معالم حضارية،وبما تقدمه للبشر من قيم انسانية،وأتصور أنهم لو بادروا إلى ابتكار مؤشر جديد لقياس وتقدير حب الشعوب لزعمائهم وقادتهم،سيكون سموه بمحبته الراسخة في قلوبنا بالمرتبة الأولى بجدارة ..فاللهم أتمم نعمتك عليه وعلينا،واسعدنا ومتعنا بـ"القائد الإنسان" .

هنا الشارقة

موسم رائع 

**كان بالإمكان أحسن مما كان بالنسبة إلى الملك الشرجاوي بكل تأكيد، لكن كرة القدم مكسب وخسارة، والرياضي الحق يجب أن يقبل النتيجة أيا كانت بروح رياضية، ويجعل من الخسارة درسًا يستفيد منه، خصوصاً وأن هناك اعتباران يحكمان المشهد المتجدد في مواجهة "فخر العاصمة" .. الأول: أن لاعبي الفريقين لم يقصروا وقدموا لنا واحدة من أجمل مباريات المحترفين، والثاني: أن هناك مواجهة ثانية ستجمع الفريقين بعد ساعات في إطار بطولة كأس صاحب السمو رئيس الدولة، مايعني أن الفرصة سانحة لاستكمال الماراثون الكروي الذي جمع بين الفريقين الكبيرين.
 
**كانت مباراة الشارقة والجزيرة الماضية، إن جاز القول، عنوانًا عريضًا للموسم الكروي بأكمله، فبنتيجتها عاد الجزيرة إلى قلب المنافسة ليشارك 6 فرق في سباق الفوز بأصعب وأحلى بطولات المسابقة في عصر الاحتراف، إذ لم تشهد البطولة في تاريخها، ان احتدمت المنافسة في نطاق ضيق هكذا، مساحته 7 نقاط فقط، بين المتصدر وصاحب المركز السابع، صحيح أن الحظوظ ليست متساوية بحكم فروق الخبرة والإمكانات والعناصر، لكن مابين أيدينا "نظريًا وعمليًا" في اللحظة الراهنة يؤكد أن الفرصة قائمة بالنسبة للفرق السبعة، وإذا وسعنا زاوية النظر لمطالعة المشهد عرضيا ليشمل بقية المسابقات التي لم تحسم ألقابها بعد، سندرك أننا نعيش موسمًا رائعًا لكرة الإمارات، ولنا أن نسعد جميعًا بذلك المردود، وأن نحافظ على كل المكتسبات التي تحققت هذا الموسم لنضيف إليها المزيد والمزيد في المواسم المقبلة.
 
**قناعتي الأكيدة أن بطل الموسم الحالي سيكون بطلًا استثنائياً فوق العادة، لأن فرق الصدارة كلها مستنفرة وتقدم أفضل مستوياتها، وإذا كانت هناك 5 فرق حققت اللقب من قبل في عصر الإحتراف فهناك فريقان اخترقا الصفوف بجدارة واستحقاق أولهما فريق "الفهود" العائد لإحياء مجده القديم، وثانيهما "البركان" الذي اكتسى هذا الموسم بثوب جديد، وكلاهما أكملا الباقة الجميلة التي تضم الفرسان والزعيم وأصحاب السعادة وفخر العاصمة والملك، وسؤال "من سيكون البطل بينهم؟" قد يظل حاضرًا حتى الأسبوع الأخير .
 
** ختاما الشكر موصول ومتجدد لكل أعضاء المنظومة الكروية بالإمارات، من إدارة الإتحاد والرابطة إلى كل مشجع في المدرجات، والمتعة بإذن الله مستمرة للنهاية، وأيضًا.. "الحلم الشرجاوي" الذي أشرت إليه في المقال السابق، حاضر وقائم ومستمر، والثقة كبيرة في لاعبي الشارقة ومدربهم، وهي لم ولن تهتز أبدا وما عليهم إلا أن يكونوا على قدر حلمهم الكبير.
 

هنا الشارقة

حلم شرجاوي 

* فرحت كما فرح كل "شرجاوي" أصيل بفوز "الملك" بكأس السوبر، لاسيما وأن اللقب تحقق بعد موقعة كروية صعبة أمام الزعيم العيناوي، لكني في وسط الفرحة سرحت بخيالي، واستدركت أن الشارقة أمامه فرصة تاريخية غير مسبوقة لكي يحقق في هذا الموسم مالم يحققه في كل مواسم اللعبة من قبل، فهو مازال يملك حظوظه في ثلاث بطولات أخرى: كأس الرابطة، والدوري، وكأس صاحب السمو رئيس الدولة، وقلت في خاطري لم لا!.. فالفريق لا ينقصه عنصر من عناصر المعادلة الصعبة لبطولات اللعبة، فإدراته تتمتع بالوعي والرؤية البعيدة، واللاعبون يتمتعون بالمهارة والحماس والشغف، ومع مدرب داهية كهذا الروماني "كوزمين"، الذي يجيد توظيف كل أدواته، من الوارد جدا أن يصبح الحلم حقيقة.
 
** أعود إلى المباراة، فهي بدورها كانت أشبه بحلم جميل، وإن كانت كل معطياته واقعية في ستاد آل مكتوم، الذي كان في أبهى حلة، بالجماهير التي ملأت مدرجاته وأحيتها بالتشجيع الراقي، وبالتنظيم الرائع الذي بدأ بحفل جلل وانتهى بتتويج بطل، والفضل في ذلك يرجع للتنسيق الرائع بين إدارة نادي النصر وادارة اتحاد الكرة، والرابطة على وجه الخصوص، فالمشهد الجميل نقل صورة رائعة، أسعدتنا جميعًا، لكرة الإمارات إلى العالم، واكتملت الصورة بالأداء العالي والكرة الحلوة التي اشترك لاعبو الفريقين في تقديمها، بوجود هذا الحكم البولندي الرزين الذي وصل بالمباراة إلى بر الأمان بقناعة ورضا من المشاركين والمشاهدين معاً، فشكرا جزيلًا لكل من ساهم في هذه الرسالة الثقافية الحضارية المشرفة.
 
**لا أحب الإستغراق في التفاصيل، لكن بدا لي أن ماحدث قبل المباراة، لعب دوراً مهما في أحداثها ونتيجتها، فالخسارة قبلها من خورفكان في الدوري بالسيناريو الغريب الذي حدث، حفزت الفريق لأعلى درجة وهو يلاقي العين، صحيح أن بطولة السوبر لها اعتباراتها الخاصة، لكن في مناسبة كهذه اعتقد أن الفوز لا يبعث في اللاعبين حافزًا مثلما تفعل الخسارة، ولذا قلت في خاطري.. حقا "رب ضارة نافعة".
 
** الفرحة حلوة، وأجمل مافيها أنها تنعش حواسك وتشحن طاقتك بالتفاؤل، ومع بطولات الشارقة الفرحة تشمل إمارة بأسرها، من الأسرة القاسمية الكبيرة بحاكمها الحاكم الحكيم الحليم الذي يشمل الجميع بحبه وجوده وكرمه، وزوجه الأم الرؤوم صاحبة القلب الكبير،.. إلى كل أسرة وكل طفل يجد ملاذه في ممارسة هوايته وتشجيع ناديه الذي يحبه.. فاللهم أدم علينا أفراحنا، وحقق لنا كل أحلامنا.

هنا الشارقة

الشارقة الخضراء 

** "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"..آية عظيمة من أيات الحق سبحانه وتعالى، تدعونا للسعي والعمل بما يرضيه جلّ وعلا، وبما يرضي الرسول والمؤمنين، وبالطبع، فإن العمل الذي ينشد المرء من ورائه وجه الله ، لابد وان يكون صالحاً طيباً، لأن الله طيب ولا يقبل إلا طيباً كما يقول الرسول الكريم، فاللهم اجعلنا محافظين على فعل وعمل كل ماهو طيب 

**حملت إلينا الأيام الماضية بعض البشائر، وكان من دواعي سعادتنا أنها لم تأت فرادى ولم تخصنا وحدنا، ولذا كان للفرح أصداء واسعة، كان النبأ الأول يخص فوز المجلس الرياضي بجائزة الشارقة للتميز لعام 2022 من قبل "غرفة تجارة وصناعة الشارقة"، تقديراً لدوره في تعزيز الحركة الاقتصادية بالدولة وتنمية العديد من قطاعاتها وتقديم نموذج ريادي يحتذى به في فئة "الشارقة الخضراء"، أما الثاني فكان عربي الإطار من خلال حضور حفل اعلان أسماء الفائزين بجوائز الاتحاد العربي للثقافة الرياضية الذي شهدته العاصمة الأردنية عمان، حيث تم تتويج نخبة من المتميزين العرب، وشرفنا بأن يكون بينهم اثنان من أبناء الامارات الأول: اللواء ناصر الرزوقي رئيس الاتحادين الإماراتي والآسيوي للكاراتيه عن دوره في السماح للاعبات العربيات بارتداء الحجاب في المنافسات الدولية، والثاني سالم الكربي بمبادرته الخيرية "ما وراء حدود كرة القدم "، كرسالة محبة وسلام باسم الامارات إلى العالم، رسم بها البسمة على وجوه العديد من الأيتام والمهمشين والأطفال في 36 دولة، وكلاهما عبر بصدق عن الدور الإنساني الكبير الذي تلعبه الإمارات في المجتمع الدولي من خلال الرياضة كأحد أهم مصادر قواها الناعمة 

**وحسب ما رأيت، كان حفل النشامى الذي توج فيه الأمير فيصل بن الحسين رئيس اللجنة الأولمبية الأردنية بجائزة شخصية العام، نقلة نوعية في مسيرة الاتحاد الذي يقدر ويكافئ كل ما يربط الرياضة بالثقافة، لاسيما بعد أن اتسع نطاق التقييم باعتماد 10 فئات متنوعة، كما كان الحفل فرصة لاجترار ذكريات فوز الشارقة بجائزة عاصمة الثقافة الرياضية العربية، حيث أعرب أعضاء مجلس أمناء الجائزة مجدداً عن امتنانهم لما وجدوه في ملتقى "ثقافتنا تجمعنا" من حفاوة وبرامج وفعاليات، مؤكدين أن المدينة قدمت نموذجاً يحتذي به في الدورات المقبلة.

**ختاماً، بمشاعر تفيض حبا للوطن،نتعهد بالمضي قدماً في سبيل دعم الثقافة الرياضية، وكل ما يكفل للشارقة مزيداً من التقدم والرفاهية، لتظل دوماً بلون النماء والرخاء.." خضراء"

هنا الشارقة

بصمة سلطان 

أشياء كثيرة يسعد بها المرء في الشارقة ويزهو بها في قرارة نفسه، فهي  سرت في وجدانه وشعوره وصنعت أفكاره ومعتقداته،ومعها وبها وجد نفسه يقيم كل مايحدث حوله من خلالها ، فهي عمليا أصبحت اطاره المرجعي الذي يحكم به على جدوى كل وأي نشاط ، سواء كان يخصه أو يخص غيره

ومن أهم وأبرز هذه الأشياء التي تربينا عليها وألفناها، حتى أصبحت متأصلة فينا ،ذاك البعد الثقافي الذي يحضرطواعية في كل مشروع تشهده الإمارة،سواء كان محليا أو دوليا ، فمهما تنوعت مجالات ذاك المشروع ، ستكتشف أن مؤسسات الشارقة تحكمها معايير واحدة في اختياره وتقديرأهدافه، وستجدها تتكامل مع بعضها البعض في تنظيمه، لترسم في النهاية رؤية ثقافية شاملة للإمارة، تصنع بها هويتها الخاصة وشخصيتها المميزة

 في اللحظة الراهنة، لو نظرت حولك ستجد حراكاً ثقافياً مشهوداً من خلال: النسخة 12 من مهرجان أضواء الشارقة الذي تنظمه هيئة الإنماء التجاري والسياحي،والنسخة السابعة من المهرجان الدولي للتصوير الفوتوغرافي_ "اكسبوجر"الذي ينظمه المكتب الإعلامي ،والدورة الـ11 لمؤتمر طب الأسنان الذي تنظمه جامعة الشارقة،والدورة الـ15 من بينالي الشارقة الذي تنظمه مؤسسة الشارقة للفنون،فجميعها كما نرى،فعاليات ذات صفة دولية واضحة، لكنها من خلال بعدها الثقافي تنسجم وتتكامل،وإذا أضفت اليها الأنشطة التي تشهدها الإمارة في المجالات الأخرى ،سترتسم أمامك الصورة الكاملة التي أعنيها،والتي ماكانت لتكون بهذا الوضوح لولا بصمة سيدي صاحب السموالشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة،ومشروعه الثقافي الكبير للإمارة ،الذي اتسع نطاقه،بكل مافيه من أصالة وعراقة،من المحلية إلى العالمية بكل سهولة وسلاسة.

 انها "بصمة سلطان".. التي أصبحت محفورة نقوشاً وزخارف على المعالم والمنشآت لتشهد بحضارتنا العربية الاسلامية،والتي انطبعت سلوكاً وعادات في أعراف وتقاليد أبناءالإمارة بقيم ومبادئ ومثل عليا،وهي أيضا القاسم الثقافي المشترك في كل تظاهرة دولية ، رياضية وغير رياضية، تعرف طريقها إلى الشارقة،إذ لابد لها جميعا من رسالة تربوية وقيمة انسانية ومغزى ثقافي ومن منطلق الإيمان بروح الفريق والقناعة بأهمية المشاركة في كل نجاح يتعهد المجلس الرياضي بتقديم كل الدعم لشركائه في المنظومة الشرقاوية،وباسم كل المؤمنين بالدور الثقافي من الرياضيين وغير الرياضيين، أحيي صاحب البصمة الثقافية والرؤية البعيدة التي جعلت كل فعاليات وأنشطة الإمارة تنسجم وتتكامل مع بعضها البعض هكذا ،لتصب بالنهاية في خانة مشروعها الثقافي العالمي الكبير 

هنا الشارقة

المتطوعون خيرا 

عرفت في مشوار حياتي الرياضي والوظيفي قيمة وأثر العطاء الانساني والخدمة الوطنية، وايضا العمل التطوعي الذي يتم دون مقابل ولا ينشد المرء من ورائه إلا وجه الله تعالى،بغض النظر عن ثناء الناس وتقديرهم ،واعتقد ان من خبروا ذلك في حياتهم أو في مجالات عملهم سيدركون جيدا حجم ومقدار السعادة الداخلية التي يشعر بها كل متطوع بخدمة انسانية من هذا النوع.
**عندما كنت أعمل في جناح الجو وهيئة الطوارئ والأزمات ، كانت سعادتي تبلغ ذروتها في اللحظة التي أتمكن فيها من اسعاف مريض أو إغاثة مصاب في حادثة أوكارثة ما،وقد يقول قائل أن هذا العمل كان من مهام عملي ،لكن الحقيقة التي لامراء فيها ،ان هذه المهام تتوافق مع طبيعة نفسي أكثر من طبيعة عملي ،وقد كانت ومازالت تشبعني وتمتعني ،وتجعلني أشعر بانسانيتي وبجوهر ذاتي من الداخل أكثر من أي شيئ آخر ،وكل منا لو بحث في أعماقه عن الشيئ الذي لا يتردد في فعله حتى لو لم يكن له أي مقابل ،سيجدأشياء من هذا النوع.
**عفواً للإسهاب في رؤية ترتبط بقناعاتي ومشاعري الخاصة ،لكن عذري في ذلك أن الشفافية مطلوبة عند الكتابة ،وبصراحة ،كل مااسترسلت فيه سابقا ،لم يكن إلا مقدمة رأيتها مناسبة وضرورية لحديثي عن الدور العظيم والرائع الذي يقوم به المتطوعون في انجاح الفعاليات والبطولات الدولية التي تعرف طريقها إلى الدولة عموما وإلى الشارقة بوجه خاص،فهؤلاء الفتيان والفتيات بقمصانهم المزدانة بشارة التطوع ،الذين يضحون بوقتهم وجهدهم طواعية لخدمة المجتمع بكل شرائحه وأطيافه ، والدولة بكل زوارها وضيوفها ،هم حقا شركاء النجاح وهم أساسه وجوهره .
**وحتى نقدر حقيقة هذا المعنى لنا أن نتصور حدثا دوليا كطواف الشارقة الدولي للدراجات من دون أعضاء هذا الفريق الذي كان قوامه 200 شاب وشابة تقريباً، فمن دونهم كانت المحصلة ستختلف كثيراً لا قليلاً ،وماكان التنظيم سيكتسب هذه المرونة وتلك الكفاءة ،وماكان الطواف كحدث سيحظى بما كسبه من تقدير وثناء سواء من المشاركين أو من الضيوف والمراقبين الدولين .
** ختاماً ..بعدد ساعات العمل التطوعي في الأنشطة والفعاليات الرياضية بالإمارة ،التي قاربت 14 الف ساعة ، أتقدم باسم مجلس الشارقة الرياضي ،بخالص الشكروعظيم الامتنان لدائرة الخدمات الاجتماعية ومركز الشارقة للتطوع، ..وباسم الرياضيين الغيورين على مصلحة الوطن أحيي الشركاء المساهمين في كل نجاح ،المتطوعين فعلاً وعملاً ..وحبا وخيرا للإمارات  .              

هنا الشارقة

ثقافة أصيلة 

من عام إلى عام يتجدد وصال الشارقة مع العالم من خلال الطواف الدولي للدراجات ،حيث يطل العالم عبر نوافذ الإعلام المختلفة على معالم الإمارة الباسمة ، ومع الاطلالة البانورامية التي تطوف بين رموزها التراثية القديمة وصروحها المدنية الحديثة ،يدرك المشاهد من الوهلة الأولى أن الشارقة تزداد اشراقاً وجمالاً من دورة إلى أخرى ،ولا منة ولا فضل في ذلك الإبداع المتجدد إلا لسيدي صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الاعلى حاكم الإمارة ، الذي يرسم بريشة فنان كل آيات جمالها ،ويبدع بخيال شاعر كل ما يتمناه المرء في حاضرها قبل مستقبلها .     
**نعم نفخر في مجلس الشارقة الرياضي بالنجاح الذي يحققه الطواف في كل نسخة جديدة ، ومن جانبي، أسعد كثيراً بالروح الجميلة التي تجمع بين أعضاء فريق العمل في اللجنة العليا المنظمة ،وأدرك جيداً أنه لولا تلك الجهود المخلصة ماحافظنا على مكانة الحدث الدولي ومكانه المتميز بين طوافات آسيا والعالم ، لكن الشيئ الأكيد الذي لا خلاف عليه ، أن الرهان سيبقى قائماً ومستمراً على الثقافة الشرقاوية الأصيلة التي يصعب ان تتغير مهما تغيرت ظروف الزمان والمكان ، تلك الثقافة التي طبعت بصمتها على البشر سلوكاً وقيماً وعادات ،قبل ان تنقش علاماتها على الحجر قلاعا وصروحا ومنشآت ، فهذه الثقافة التي أرساها وبناها "سلطان" وراعى فيها بناء "الإنسان" قبل تشييد "البنيان" هي حصننا الحصين ،وهي الإمتياز الحاضر في أي تنظيم على مر السنين .   
** واسمحوالي بأن استعرض معكم بعض ماتجلى في النسخة الحالية من مفردات تلك الثقافة : أولا سيادة الكادر الوطني وشغله لكل جوانب التنظيم والإدارة بالكامل،مما حقق لنا سعادة داخلية عظيمة،ثانيا الحرص على وجود ومشاركة لاعبي المنتخب وفرق الإمارات للإستفادة من الاحتكاك بالدراجين الدوليين ،وهو هدف وطني كبير ومهم، هانت معه التضحية بارتقاء الطواف في التصنيف الدولي ،فما جدوى الترقية إذا كان ثمنها خروج أبنائنا من المشهد؟ ، ثالثا استثمار النافذة الدولية للحدث باقامة سباقين على هامشه للشباب والمعاقين ،ومن رأى السعادة في عيونهم كما رأيناها ،سيدرك قيمة تلك الفكرة ومغزاها.
**كل الشكر لفريق العمل التنظيمي على النجاح الذي تعبر عنه الأرقام المطردة للمشاركين ،وباسم كل الرياضيين أتقدم بخالص التهنئة للحاكم الحكيم،بمناسبة الذكرى الواحد وخمسين لتوليه مقاليد الحكم ،..وكل طواف وانتم ووالدنا وقائدنا بخير .